R.kATANA
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

R.kATANA

موقع رابطة قطنا
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عندما يكون «الغياب» هو الخيار الاستراتيجي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
يامن
عضو فضي
عضو فضي
يامن


ذكر عدد الرسائل : 2268
العمر : 30
الموقع : في قلب حبيبتي
تاريخ التسجيل : 14/11/2008

عندما يكون «الغياب» هو الخيار الاستراتيجي Empty
مُساهمةموضوع: عندما يكون «الغياب» هو الخيار الاستراتيجي   عندما يكون «الغياب» هو الخيار الاستراتيجي Emptyالأربعاء أبريل 29, 2009 1:50 am

يأتي مؤتمر مكافحة العنصرية «ديربان 2» دليلاً جديداً على عقم السياسة العربية وعجزها عن استخدام أوراقها في حسم لمعارك والتحديات التي تواجهها. ها هو مؤتمر يحمل العنوان العريض عن مكافحة العنصرية وتحتشد فيه دول العالم تحت مظلة الأمم المتحدة وتكون فلسطين هي أحد عناوينه الرئيسية باعتبارها نموذجاً لما يمكن أن تفعله النازية الجديدة الإسرائيلية بكل عنصريتها واعتداءاتها المتكررة على حقوق الإنسان بشعب اعزل تحت سمع العالم وبصره.

فرصة لا تتكرر كثيراً لكشف كل الحقائق أمام الرأي العام العالمي ولانتزاع إدانة تعزز الطلب بمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين أمام المحكمة الجنائية الدولية، ولاستعادة التضامن مع القضية العادلة للشعب الفلسطيني الذي فقد الكثير بحكم انقسام فصائله واقتتالها أولا، ثم بحكم الهيمنة الإسرائيلية على القرار الأميركي في عهد إدارة بوش، وبحكم العجز العربي المستمر عن إنهاء الانقسام وامتلاك للقوة الرادعة للعدو.

كل شيء كان جاهزاً لكي نكسب معركة هامة، خاصة بعد أن أدركت الولايات المتحدة في عهد إدارتها الجديدة أن غيابها عن المؤتمر الأول «ديربان1» الذي انعقد قبل ثماني سنوات كان خطأ، وأن مقاطعتها لأنشطة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة لا تعني إلا التهرب من الالتزامات الدولية في هذا الشان خاصة مع فضائح غوانتانامو وأبو غريب وغيرها.

ولكن عودة الولايات المتحدة عن المقاطعة وإعلانها اعتزامها المشاركة في «ديربان 2» كان لابد أن يقترن بموقف متشدد في الدفاع عن إسرائيل، كان هذا متوقعاً من البداية، وكان لابد من الاستعداد لمواجهة قانونية وسياسية توضع فيها الحقائق أمام العالم وتتكشف فيها المواقف. وكانت معظم الوفود مع الحق والشرعية ومع الإصرار على إدانة إسرائيل، لكن المفاجأة كانت أن العديد من الوفود العربية وبقيادة ممثل فلسطين (وزير الخارجية) تبرعت بتقديم كل التنازلات المطلوبة.

ومع ذلك لم ترض الولايات المتحدة وانضمت إلى إسرائيل وعدد ضئيل من الدول بحجة أن البيان الختامي للمؤتمر ينحاز ضد إسرائيل رغم أن هذا البيان لم يتضمن أي إشارة إلى جرائم إسرائيل في حين أن البيان الصادر عن مؤتمر «ديربان 1» قبل ثماني سنوات كان قد تضمن ست فقرات تنتقد سلوك إسرائيل وعنصريتها. ورغم أن بيان «ديربان 2» حرص علي الإشارة إلى المحرقة النازية في حين ورفض الحديث عن الحملة على الإسلام !

ورغم أن ما بين «ديربان1» و«ديربان 2» شنت إسرائيل حربها العدوانية على لبنان، ثم عدوانها الهمجي على غزة، وأصبحت جرائمها ضد الإنسانية موضع إدانة العالم كله.

وقد كان طبيعياً أن تهرب إسرائيل من المواجهة في «ديربان 2» وكان مخزياً أن تقاطع أميركا تحت حكم الإدارة الجديدة المؤتمر ومعها بعض الدول الأوربية تضامناً مع إسرائيل، وكان طبيعياً أن ينتقد العقلاء في هذه الدول هذه المقاطعة باعتبارها هروباً من المواجهة وتغطية علي جرائم إسرائيل، خاصة بعد كل التنازلات التي تم تقديمها في الوثيقة النهائية ترضية لأميركا واستجابة لطلباتها.

لكن السؤال الذي ينبغي أن نتوقف عنده هو: لماذا تعامل العرب باستخفاف مع هذا المؤتمر الهام، ولماذا لم يكن التمثيل العربي على المستوي المطلوب؟ وما هو الأمر الجلل الذي منع الرئيس الفلسطيني من الذهاب لجنيف ووضع مأساة شعبه أمام الرأي العام العالمي وفضح الممارسات الإسرائيلية النازية التي لم تتوقف يوماً ضد الشعب الفلسطيني، وتنبيه العالم إلى أن المأساة سوف تزداد وطأتها في ظل حكم يميني فاشي يعلن عداءه للسلام ويرفض أي تسوية سياسية عادلة ويطلب اعترافاً يفرضه بالقوة بيهودية الدولة يما يعنيه ذلك من تصفية العرب داخلها والتهديد بحرب «ترانسفير» جديدة يطرد فيها مليون ونصف مليون عربي من وطنهم في فلسطين المحتلة؟

وما الذي منع الدول العربية من أن تلتقي علي اختيار أحد الزعماء العرب لتمثيلها في الحديث أمام المؤتمر، كما اجتمعت لاختيار العاهل الأردني وتحميله رسالة مشتركة للرئيس الأميركي أوباما عند زيارته للولايات المتحدة الأميركية؟ ألم يكن الأمر يستحق لكي نتحدث أمام العالم بصوت واحد وبرؤية مشتركة ندعم من خلالها الحق الفلسطيني ونحّمل إسرائيل ومن يدعمونها مسئولية فشل كل محاولات السلام وخطر تصاعد العنصرية في الكيان الصهيوني؟

ومع الغياب العربي تركزت الأضواء في المؤتمر على خطاب الرئيس الإيراني احمدي نجاد الذي هاجم إسرائيل وعنصريتها بضراوة، ورغم محاولات التشويش وانسحاب العديد من الوفود الأوربية أثناء إلقاء خطابه إلا انه احتفظ بهدوئه.

ولو كان أبومازن ورئيس عربي يمثل العرب هما اللذان قاما بكشف إسرائيل أمام المؤتمر وأمام العالم لكان الموقف بلا شك افضل، ولتركزت الأضواء علي قضية الشعب الفلسطيني بدلاً من أن تتحول إلى المواجهة الإيرانية ـ الأميركية، ولكان الموقف الإيراني افضل بالنسبة لنا باعتباره سنداً لشعب مظلوم، بدلاً من أن يكون هو صاحب القضية فتكون جزءاً من صراع اكبر بخوضه من أجل مصالحه القومية.. ولكن ماذا نفعل وقد أدمننا الغياب حتى اصبح هو خيارنا الاستراتيجي في زمن يسعى الجميع فيه إلى تأكيد الحضور واكتساب المواقع؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عندما يكون «الغياب» هو الخيار الاستراتيجي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
R.kATANA :: لوحة المنتديات :: المنتدى السياسي-
انتقل الى: