لربما كان أوباما مؤمنا بمقولة الرئيس الأمريكي الأسبق أبراهام لينكولن الذي قال : (أفضل الطرق للتخلص من عدوك هو أن تجعل منه صديقا)
طبقا لهذه الرؤية فإن بوش كان بحق رجل سياسة أحمق، حين قرر الابتعاد عن سورية و اعتبارها جزءاً من محورا الشر ( حسب الرؤية الأميركية بالطبع )، فالنتيجة كانت تحويل هذا البلد إلى الرقم الأصعب في المعادلة الإقليمية بل و العالمية .
تحظى سورية اليوم باهتمام أمريكي فائق و هو أمر لا يمكن لأحد إنكاره، و مع ذلك فقد قابل القادة السوريون الاندفاع الأمريكي الدافئ نحوهم بكثير من التعقل، و ما يهمنا كإيرانيين هو أن استعادة العلاقات بين دمشق و واشنطن لن يكون عديم التأثير علينا، و ذلك على الرغم من تأكيد جهات أمريكية أن عودة سفيرهم إلى دمشق لا علاقة له بالانتخابات الإيرانية .
فمن البديهي أن أحد الأهداف الأمريكية من هذه الخطوة هو استهداف العلاقات المتينة التي تربط بين طهران و دمشق و التي باتت تشكل ائتلافا قويا في المنطقة.
وسائل الإعلام الغربية ، لم يغب عن بالها مراقبة السلوك السوري تجاه التودد الأمريكي الذي برز في الآونة الأخيرة، حيث خلصت هذه الوسائل إلى أن دمشق جادة في تعاطيها إزاء العلاقات مع واشنطن، شرط أن تحسن واشنطن التفاهم معها حول الجزئيات التي ستحدد العلاقات بين البلدين و على رأسها دعم واشنطن لدمشق في استعادة الجولان المحتل.
العلاقات مع سورية باتت أمرا حياتيا بالنسبة للإدارة الأمريكية التي تبدو مصممة على وضع حد للصراع القائم في الشرق الأوسط ، و هو ما لم يكن بالإمكان تحقيقه من دون دمشق.
الرئيس الأمريكي باراك أوباما على ثقة بأن سورية هي الطريق الأنجع لتحقيق طموحاته في المنطقة ، إضافة إلى كون العلاقات مع سورية بمثابة رسالة أوباما إلى المسلمين الذين خاطبهم من القاهرة ووعدهم بإحلال السلام في المنطقة و من هنا فإن سورية هي بوابة السلام الدائم في المنطقة.
صحيفة خبر الإيرانية/ باسل بقلولة