غريب هو المشهد السياسي متغير ومتقلب بحسب أمزجة القادة والزعماء والمواطن العادي ليس إلا حجر شطرنج على رقعة صاحب الجلالة ،أنا أتكلم من موقع المواطن وآتساءل أين هو الإرهاب اليوم وهل الحالة الجيوسياسية الحالية تتطلب في هذه المرحلة وقف العمليات الإرهابية وهنا نستثني ما يحدث على أرض العراق التي هي بالأصل منطقة مواتية لنمو الخلايا الإرهابية منذ أن تم احتلالها من قبل الأمريكان والتي تتعرض لإرهاب يومي ينفذ باسم الدين ، وكأن هناك قوى تتحكم بالإرهاب عبر جهاز تحكم عن بعد لتشغل زر البدء عندما تتطلب المرحلة ذلك ولتوقفه لنفس السبب.
وآتساءل هل الإرهاب في العالم يتوقف عند منظمة بعينها؟ وهل المتطرفون المسلمون أو العرب هم صناع الموت؟ أم أن هذه الصناعة لا تعترف بلغة أو دين أو جنسية والمتطرفون موجودون بكل لغات العالم ويستخدمون لغة موحدة وهي لغة الموت لتحقيق غاياتهم أو غايات من يحركهم عن بعد؟
من اليابان إلى الولايات المتحدة ومن إيرلندا إلى جزيرة سيلان ربما يكون أسامة بن لادن هو الأشهر على القائمة, ولكن أسماء مثل سوكو أسهارا وتيموث ماكفيه لا تقل خطراً رغم أنها الأقل شهرة.- تفجير أوكلاهوما في 19 إبريل 1995.- الجيش الجمهوري الإيرلندي أعمال عنف وتفجيرات ممتدة طوال القرن العشرين.- النازيون الجدد.. حليقو الرؤوس يتوعدون العالم بحرب عالمية جديدة.- إيتا تحت شعار الحرية لإقليم الباسك تتوالى التفجيرات.- جماعة أوم شرينكوا قامت عام 1995 بضخ غاز السارين السام في مترو أنفاق طوكيو حيث كانت الحصيلة أكثر من 5500 شخص بين قتيل وجريح.
بدأ الإرهاب يتمدد ويتقولب منذ أحداث سبتمبر و الإدارة الأميركية في ذلك الوقت أنفقت البلايين من الدولارات, وكرست جهود عسكرية خيالية تحت شعار تطهير العالم من الإرهاب ولا يخفى على الكثيرين أن أمريكا أرادت تحقيق مصالحها وتبرير ذلك عبر هذا الشعار العريض والدليل احتلال العراق بحجة تطهيره من نظام الرئيس الراحل صدام حسين الاستبدادي بحسب الأمريكان وفي ذلك الوقت بدأ نجم القاعدة وزعيمها أسامة بن لادن بالسطوع وغدت القاعدة أهم منظمة إرهابية في العالم وغدى كل من يعادي أمريكا وإسرائيل إرهابي وتم ضمه إلى القائمة السوداء وأصبح محور للشر.
اليوم ينشط الإرهاب ويجمد حسب الظروف السياسية ، فأمريكا اليوم ليست أمريكا الأمس وهي تحاول الآن لملمت ما نتج من خراب نتيجة السياسات السابقة ولم يعد الهم الأول لها هو محاربة الإرهاب بل الأولوية اليوم هي لإعادة الهيبة النازفة من سكين الحذاء العراقي وأمريكا اليوم تحاول استخدام لسانها أكثر من قدمها .
في خلاصة الكلام القتل العشوائى للمدنيين بوعي أو دون وعي لإنجاح نهج يخدم أفرادا أو دولا هو إرهاب ومعالجة ظاهرة الإرهاب تتطلب البحث في تاريخه لتبيان جذوره وأسبابه ومن يقف خلفه وشكل التصدي له على أمل أن تنتهي هذه الظاهرة من بلادنا العربية والإسلامية وألا يستغل أي عمل إرهابي لتوجيه أصابع الاتهام إلى الإسلام.