أن يجتمع وزراء خمس دول عربية، علاوة على الأمين العام لجامعة الدول العربية، في العاصمة الأردنية عمان لصياغة رسالة يحملها العاهل الأردني إلى الرئيس الأمريكي أثناء لقائه به الأسبوع المقبل، فهذا أمر جيد من حيث الجانب النظري، لكن من المستبعد أن يكون هذا الجهد مثمراً على ارض الواقع، لأنه يستند إلى سياسة 'الاستجداء' العربية التي أوصلت المنطقة إلى حال الهوان التي تعيشها حالياً، وجعلت قيمتها في دائرة الفعل الدولي اقرب إلى الصفر، إن لم تكن تحته.
هذه 'الفزعة' الدبلوماسية العربية المفاجئة تأتي، حسب مهندسيها، بسبب وجود حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو لا تؤمن بحل الدولتين، وترفض الاعتراف بعملية انابوليس للسلام.. هذا كلام جميل ومعروف، ولكن ماذا فعلت الحكومة الإسرائيلية السابقة 'المعتدلة' التي 'آمنت' بحل الدولتين، وانابوليس، وأوسلو، وخريطة الطريق، وقبلت بالمبادرة العربية للسلام بتحفظ؟
الرئيس اوباما لا يحتاج إلى رسالة موقعة من خمسة وزراء خارجية لكي يقتنع بحل الدولتين، فالرجل طالب بالشيء نفسه أثناء خطابه الذي ألقاه في البرلمان التركي في أنقرة... ما يحتاجه الرئيس الأمريكي الجديد هو موقف عربي 'رجولي' مدعوم بإجراءات عملية توظف أوراق القوة، السياسية والاقتصادية، في خدمة المصالح العربية، والقضايا المصيرية.
- كيف يصدق اوباما العرب، ويثق بمواقفهم تجاه حكومة نتنياهو وتطرفها، وهو يرى ان اكبر دولة عربية تغازله علناً، وتوجه إليه دعوة للالتقاء برئيسها في منتجع شرم الشيخ، بينما يسارع الرئيس محمود عباس للاتصال به مهنئاً، وعارضاً الانخراط في مفاوضات مباشرة..
عندما يحترم العرب أنفسهم، ويقولون للرئيس اوباما نريد أفعالاً لا أقوالاً، ستتغير الصورة، وسنجده يذهب إليهم بنفسه مستجدياً، وليس العكس