في هذا العصر: لا فتى إلا نصر الله ، ولا سيف إلا الكاتيوشا
24 أغسطس 2007 مصنف في: سياسة, ثقافة , لاتوجد تعليقات
لكل عصر دولة ورجال ، لكل زمان ظاهرة لا توجد إلا فيه ، وسلاح من المحال أن يقتنيه أهل زمان آخر.
العنوان الذي اعتلى هذا النص قد يرى فيه البعض مبالغة في وصف رجل هذا العصر سماحة السيد حسن نصر الله وسلاح المقاومة اللبنانية ( صواريخ الكاتيوشا)، وقد يرى البعض الآخر في هذا العنوان تعاليا على مقام الإمام علي بن أبي طالب الذي عرف بهذه المقولة قبل 14 قرنا من الزمن حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن قام الإمام كرم الله وجهه بقتل عمرو بن عبد ود العامري : لا فتى إلا عليا ولا سيف إلا ذو الفقار في إشارة من النبي عليه الصلاة والسلام إلى السيف الذي لم يعرف التاريخ مثيلا له شكلا وعملا وهو سيف ذو الفقار الخاص بأبي الحسن عليه السلام.
إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم ، وصهره الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه لوكانا موجودين في هذا العصر ، وكانت الأوضاع على ما هي عليه الآن لمنحا صفة (اللا فتى إلا) للسيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب كل من يؤمن بالله ويكره أعداءه، وصفة (اللا سيف إلا ) لصواريخ الكاتيوشا التي أحدثت توازنا في القوى على المستوى الدولي في حربي 2000 و2006 ضد إسرائيل في الأولى وضد إسرائيل والمجتمعين العربي والدولي في الثانية.
ما الفرق بين تصدي الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه لعمرو بن عبد ود العامري ( اليهودي) بمفرده من بين المسلمين أجمعين وبين تصدي السيد حسن بمفرده ( كقائد) للصهاينة في الحرب الأخيرة، ما الفرق بين تصدي الإمام عليه السلام لباب خيبر الثقيل المزروع في الأرض حتى كاد التاريخيون يقولون أن جرافات العالم اليوم لم تكن قادرة على زحزحته من مكانه لمتر واحد ، وبين تصدي السيد حسن لباب التآمر الغربي مع الدول العربية (بالاسم) فقط على العروبة والإسلام.
ما الفرق بين عدم قناعة الكثيرين في الماضي مسلمين وغير مسلمين بما قام به أبو الحسن عليه السلام من أعاجيب لم يقم بها غيره ، وبين عدم قناعة الكثيرين اليوم في العالمين العربي والإسلامي بما حققه سماحة السيد من معجزات العام الماضي حين فرض على إسرائيل ومجتمعها الدولي والعربي الانزواء في الزوايا الضيقة.
ما الفرق بين تشدد معاوية بن أبي سفيان في الماضي واتخاذه مواقف معادية لأبي السبطين وإجباره على خوض حرب لم يكن الإسلام ينتظرها وبين ما يقوم به المسلمون ( أصحاب الكراسي الحاكمة) فيما بين المحيط والخليج من اتخاذ مواقف تصف الرجل بالعمالة ولمن ؟ إنهم للطرافة يتهمونه بالعمالة للكيان الذي أدبه أبو هادي بسلاحه المتواضع إذا ما قيس بأبسط ما تملك القوى المعادية من ترسانات أسلحة أقدمها أحدث بكثير من الكاتيوشا وأكثر فاعلية.
ما الفرق بين الرجلين؟ ( دون المقارنة بين المكانتين الدينيتين لهما ، فللإمام علي عليه السلام مكانة عند الله لا يفوقه بها إلا الأنبياء ) لكن الفارق الذي أتساءل عنه بينهما فهو من ناحية انتصارهما لله عز وجل ضد العدو الغاشم والصديق الخائن والشقيق المتآمر ، وقبل أي شيء ضد النفس الأمارة بالسوء.
نصر الله بثباته اليوم على مواقفه وصموده ضد من يحاول محو اسم الله عن الأرض ، يمثل بشكل أو بآخر الإمام علي ، شاء من شاء وأبى من أبى ، وسلاح الكاتيوشا هو سلاح الفقراء لكنه الفعال ، كما كان سيف ذو الفقار سلاح العبد الفقير أبي الحسن وكان الأمضى والأفعل.
لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار ، شعار لعصر نشوء الإسلام ، ولا فتى إلا نصر الله ولا سيف إلا الكاتيوشا هو شعار لعصر عودة انتصار الإسلام .. الإمام جسد ذلك قبل 1400 عام والسيد حسن نصر الله يجسده اليوم بعد 1400 عام .
ومادام الإسلام انتصر بوجود حيدرة الكرار ، فهو لا بد منتصر بوجود حفيده أبي هادي، والوقائع أصدق أنباء من الكتب.