عدد الرسائل : 332 العمر : 38 تاريخ التسجيل : 27/05/2008
موضوع: العالم.. والمجاعات القادمة الثلاثاء مايو 27, 2008 7:07 am
جفاف .... ازمة غذاء .... مجاعات ... اين العرب من هذه الازمة العالمية الخطيرة ....
اما آن للعرب التوجه لامن اقتصادي مشترك وتلافي الاعتماد على استيراد السلع الضرورية الاستراتيجية من الغرب ....
والوطن العربي هو ارض الخيرات و المياه والجو المعتدل .....
الصورة مخيفة، علماء المناخ يصفون انقلاباً خطيراً سيحدث في الأرض وأن هناك زوال خرائط لمدن وجزر، وهيجاناً للبحار، وارتفاع درجات الحرارة وتدمير طبقة (الأوزون) وقلة للأمطار التي قد تتسبب بنقص حاد في مياه الأنهار والبحيرات الكبرى، ونشوء حرب وجود ، ولهذه الأسباب، ستُخلق بيئات موت بشري، قد لا يجد النخبة أنهم بعيدون عن أضرارها ولواحقها الأخرى.
لقد ارتفعت الأسعار الضرورية إلى مستويات قياسية، وهناك من يدق جرس الإنذار بأنها ستصعد إلى حدود ستُحدث مجاعات هائلة في بلدان العالم الثالث، وحتى الدول من ذلك العالم التي تعتبر مصدراً للعديد من المحاصيل ستحوّل إنتاجها إلى ما يحرّك الآلة بدلاً من ملء البطون، وهذا الانقلاب الخطير في تحويل السلع الغذائية إلى وقود سيجعل العالم أخطر عندما تنتشر الأوبئة والحروب والتصحر لتذهب أعداد كبيرة إلى المقابر، وحتى ما يظهر في الأفق من أنه لا حلول قادمة تقلص فجوة الغذاء بين الفقراء والأغنياء، ولا كيف يمكن إحداث تغيير يمنع كارثة قادمة قد تعم العالم كله، ولا ندري كيف نتصور، عالماً بلا ضوابط أخلاقية رغم الدعوات للديمقراطية وحقوق البشر، في الوقت الذي يجري عن عمد وسابق إصرار تدمير مصدر حياتهم وتنامي وجودهم.
فالاستعمار الذي دمر الحياة الطبيعية في أفريقيا عندما فضّل أن تأكل خنازيره الذرة والمحاصيل الأخرى بواسطة مزارع الشركات الكبرى، التي حوّلت المواطن الأفريقي الى رقيق للأرض، تسعى هذه الشركات الآن إلى تدمير غابات حوض الأمازون في البرازيل، وبقية دول أميركا الجنوبية بغية الحصول على الذرة وفول الصويا، وكل الناتج الزراعي القابل للتحول إلى وقود حيوي ليذهب إلى مصانع الدول الغنية لكن هذه المؤامرة على البشر قد توقفها منافسة الأسعار بين غذاء الإنسان، والوقود عندما ترتفع لتكون كلفة إنتاج جالون من الوقود من الزراعة، ضعف الوقود التقليدي من مصادر النفط أو غيرها، وحتى في هذا السباق المحموم فإن ظاهرة المفاضلة بين شعوب متقدمة، وأخرى متخلفة ظلت وقود الاحتكارات الكبرى للاقتصاد وحتى الطعام.
تأثير تدمير البيئة بدأ حديث العصر، وإن لم يحرك ساكناً عند الدول الصناعية التي أعلنت إعدام هذا الكوكب دون مبالاة بكل المظاهر التي بدأت تعلن مخاطر ما يجري، ولعل المبشرين ب "العولمة" هم من يقودون "العودمة" إن صح التعبير، والمشكلة ليست في قدرة من لديه فائض الغذاء أو القدرة على توفيره بالزراعة أو الشراء، وإنما بأن يتحول القوت البشري إلى وقود حيوي يريد أصحاب الثراء والترف المادي منافسة النفط أو مصادر الطاقة الأخرى.
ومثلما عُقدت مؤتمرات، فإن المصادقة على مواثيق (كيوتو) ظلت ميدان مساومات ورفض من قبل أميركا التي لا تريد أن تتنازل عن أطماعها، ورفاهيتها من أجل سكان الكرة الأرضية، وبانعدام المساءلة والمحاكمة لمن يقوم بحرمان البشر من الحياة فإنه لابد من وقفة كونية لا تقتصر على أعضاء وحزب الخضر فحسب وإنما تظاهرة عالمية تستشعر الخطر وتتعامل معه بقوة قانون الوجود..
وإذا كان صندوق النقد الدولي الذي طالما فرض سياسات على البلدان النامية تضطرها إلى شد الأحزمة على بطون الفقراء من خلال رفع الدعم الاقتصادي على بعض السلع الأساسية، وخصخصة الخدمات التعليمية والصحية، يحذر من العواقب الوخيمة لارتفاع الأسعار الغذائية العالمية فمعنى ذلك أن العالم على شفير الكارثة حقاً.
مدير الصندوق العام دومينيك ستروس يرى أنه “إذا ما واصلت أسعار المواد الغذائية حركتها الجارية اليوم، فإن مئات الملايين سيموتون جوعاً ما سيؤدي إلى خلل في البيئة الاقتصادية”.
ومدير الصندوق يؤكد في بيانه تصريحاً وتلميحاً أن البنية الاقتصادية سيلحقها ضرر كبير، لأن موت الملايين ومرض الملايين الأخرى بسبب الجوع سيؤثران في الطاقة الإنتاجية في كثير من البلدان، كما سيقودان إلى الحروب وإلى الاضطرابات الاجتماعية ولذلك كلف كبيرة “ستدمر بالكامل مكاسب التنمية” التي تحققت عبر السنوات الماضية.
البلدان النامية التي تضربها أزمة الغلاء ستحول الكثير من الأموال المتاحة للاستثمار، اقتراضاً أو توفيراً أو مساعدة، من أجل مواجهة الارتفاع الضخم في فاتورة الاستهلاك. لذلك من الواجب العمل على الحد من ظاهرة التضخم المتواصل في أسعار المواد الغذائية. ولكن كيف؟
الصندوق الذي يتبنى الليبرالية الاقتصادية لا يقبل في العادة دعم المنتجات، أو تحديد الأسعار لأن ذلك يعتبره انتهاكاً خطيراً لايديولوجيته.
كما أن الصندوق الذي طالما تبنى مصالح البلدان الكبيرة لا يمكنه أن يتحدى السياسات الزراعية لهذه البلدان التي قادت عبر السنوات الماضية بأشكال شتى إلى الإضرار بالإنتاج الزراعي في البلدان النامية. ولا يمكن للمتمعن أن يرى حلاً سواء في الأجل القصير أو في الأجل الطويل من دون تبديل جوهري في فلسفة الصندوق، وهو ما لا يمكن أن يحصل لأنه يتناقض مع مصالح البلدان الكبرى.
مع تمنيآتي لكم بالنجـآح و التوفيق
MANAR Admin
عدد الرسائل : 186 العمر : 33 تاريخ التسجيل : 19/12/2007