الأمانة و المصداقية الصحفية في اوروبا
من خلال متابعتي لبعض الصحف في اوروبا في هذه الاونة الاخيرة استوقفتني بعض كتابات الكتاب الفاشلين في فرنسا و ايطاليا عما يجري بشكل عام في اوروبا و الشرق الاوسط، ففي اوضاع بلادهم الداخلية يضعون ارقاما من مخيلاتهم لنتائج انتخابات او لارقام مصرفية او تحوير أي موضوع دون الرجوع الى موضوعيته.
أما على المستوى العالمي فقد أثبتت الصحافة في اوروبا (و ليس جميعها طبعا) عن عدم مصداقية تجاه الكثير من الامور ، و آخرها عن العملية النوعية التي حصلت في القدس مؤخراً.
ماذا قالوا بالضبط؟ "عملية في القدس، فلسطيني يفتح النار في مدرسة يهودية: 8 قتلى"
مدرسة! يعني ذلك و في مخيلة جميع من يقرأ الخبر، أن الفلسطيني قد قتل أطفالاً أبرياء، لم يقدّم لنا أحد من هؤلاء الصحفيين السفلة، أي تفسير أو تلميح بأن الأمر لا يتعلق بمدرسة عادية، و لكن بـ Yeshiva، أو بمعنىً آخر: مدرسة دينية لليهود الارثوذوكس المتطرفين. لو كانوا هؤلاء من المسلمين لكان اطلق عليهم اسلاميون متشددون ، او حتى "طالبان" و التي تعني الطلاب أيضا باللغة الافغانية، او بالضبط طلاب المدارس الدينية.
يكفي أن نتصفح موقع هآرتز لنعرف ما هي المدرسة و ما هو نشاطها، فهي تخرج أخبث اليهود الصهاينة المتشددين، سكان مستوطنات الضفة الغربية من الصهاينة المتطرفين القادمين من أوروبا، الذين يقولون بأن الله أخطأ حينما خلق العرب.
اذن فنحن هنا لسنا بصدد أي مدرسة عادية، بل كانت هدفاً سياسياً و أمنياً بامتياز. لكن صحافيا اوروبيا واحدا لم يوضح للرأي العام هذه المسألة!
من جهة اخرى هل يستطيع أحد ما أن يذكرني أن حادثة قصف المدرستين في رفح من قبل اسرائيل و التي سقط فيها 22 طفلاً، قد ذكرت في محطة اعلامية اوروبية او في صحفهم؟ كلا! فاسرائيل هي ديمقراطية ، و الفلسطيني الذي نفذ عملية القدس هو ارهابي!
هذه هي الصحافة في اوروبا، محطات تلفزة جميلة و أنيقة و صحف خلابة مزينة بالالوان و الرسومات، و المضمون واحد... المسلمون ارهابيون!
مٌعٌٍ تٌمٌنٌٍيٌٍآإتٌيٌٍ لٌكٌمٌٍ بآلٌنٌٍجٌآإحٌٍ وٍآلٌتُفُوٍقٌٍ