حول هذا السؤال نبلور مايلى من حقائق 00 وتفسيرات :
فأولاً : انطبق على (مصر) ما انطبق على الشرق العربى الاسلامى خلال محطات الصراع مع (ثقافة الوهن) عبر القرون العشرة الماضية ، وعانت مثلما عان الشرق ، وقاومت مثلما قاوم ، الى أن اتت الحملة الجديدة ، الحملة الصهيونية الأمريكية الجديدة التى اكتست بملامح عنصرية بل وصليبية واضحة (لم تكن اذن زلة لسان للرئيس بوش إبان غزوه لأفغانستان يوم 7/10/2001) خاصة بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001 وتحديداً مع التحضير لغزو العراق ووأد الانتفاضة 0
* في هذه الحملة الجديدة ثمة معسكران في مصر يتصارعان وبقوة المعسكر الأول هو معسكر الصهينة ، أو الوهن ، أو ثقافة الاستسلام والمعسكر الثانى هو معسكر المقاومة ، وتحت كل منهما تندرج عشرات المؤسسات والأفكار والقيم والمفاهيم، ومن خلال صراعهما يتشكل وجه مصر الحضارى ، ودورها المحجوب عن انطلاقته المرجوة 0
* * *
ثانياً : فإذا أتينا الى التفاصيل ، فسوف نكتشف ان الفريق أو المعسكر الذى يرفع لواء ثقافة الاستسلام ، بدأ في الظهور والتبلور مع نهايات الستينات من القرن الماضى حين انكسرت مصر في هزيمة 1967 ، واكتمل نموه مع مبادرة السادات لزيارة القدس عام 1977 ثم توقيعه على اتفاقات كامب ديفيد (1979) والتى فرغت دور مصر من مضمونه وأخرجتها من محيطها وانتمائها العربى والاسلامى وصادرت قدراتها العسكرية والسياسية وحجمت تطلعاتها خارج الجغرافيا الجديدة التى كبلتها بأيدى أمريكية واسرائيلية ، وبلغ دعاة هذا الفريق قمة أدائهم هذه الأيام حينما عجزت مصر الرسمية عن مجرد الفعل تجاه الحرب التى تشن على حدودها الشرقية تجاه شعبنا الشقيق في فلسطين ، وانحسر الدور الرسمى في مجرد الادانة اللفظية أحياناً أو في دور (العراب) لمشاريع استسلامية يطلق عليها تلطفاً وزيفاً مشاريع تسوية وسلام ورغم ابتذالها ، كان الطرف الاسرائيلى يرفضها ولا يعير (مصر الرسمية) التفاتاً ، ولا يهتم بردود فعلها أو غضبها وهو ما مثل – ولايزال – اهانة متواصلة ضد مصر الدور والدولة 0
وكان لابد لثقافة هذا الفريق من أن تجد لها أوعية وقنوات ، فكانت مؤسسات العدو الصهيونى في القاهرة هى أبرز هذه الأوعية ، تليها المؤسسات الامريكية ، فالمؤسسات المصرية الرسمية أو شبه الرسمية التى مثلت جسراً للاختراق 0
* وبالنسبة للمؤسسات الاسرائيلية تأتى السفارة الاسرائيلية بالقاهرة والقنصليتان واحدة في (الاسكندرية) والثانية في (القاهرة) 0 ثم المؤسسات الثقافية والتى أبرزها المركز الأكاديمى الاسرائيلى بالقاهرة ، فإذا بحثنا ملياً في وظيفة منَّ أدار هذه المؤسسات ، سنكتشف أنهم مسئولون سياسيون ، أغلبهم عمل في أجهزة المخابرات الاسرائيلية ، وهم يتفاخرون بذلك وهو العمل الذى انعكس سلباً على مصر وساهم بقوة في اختراق ونشر ثقافة (الوهن) ، وعلى سبيل المثال توالى على السفارة الاسرائيلية التى بدأت عملها في عام 1979 سفراء كانوا في جملهم يعملون من قبل في الموساد الاسرائيلى وهم :
1 – الياهو بن اليسار : وهو أول سفير للكيان الصهيونى ، بالقاهرة ، وكان على صلة وثيقة بالرئيس السادات ، وشهد عملية اغتياله ، وتأثر كثيراً بها لاعتبارات الصداقة والعلاقات الدافئة ، وعلى يديه بدأت الخطوات الأولى لتطبيق الاتفاقات الموقعة فى كامب ديفيد 1979 ولقد أصدر كتاباً قبل وفاته العام الماضى حول تجربة وجوده فى مصر ذكر فيه العديد من الوقائع المهمة التى تحتاج الى عرض خاص 0
2 – موشيه ساسون : وهو يعد من وجهة نظرنا ونظر من أرخ للعلاقات المصرية الاسرائيلية ، مهندس هذه العلاقات ، ولقد أصدر كتاباً بعنوان (سبع سنوات فى بلاد المصريين) وروى فيه كيف نبذه الشعب المصرى وبخاصة النقابات المهنية واهتم به فقط يوسف والى الذى كان يستضيفه فى قريته بالفيوم والكتاب ترجمة (مركز يافا للدراسات) ونشرته دار الكتاب العربى بدمشق والقاهرة قبل ثلاث سنوات وقام كاتب هذه السطور بالاشراف على الترجمة والتقديم النقدى لها مع فضح الترهات والأكاذيب التى حوتها 0
3 – شيمون شامير : وهو باحث مشهور ويعود له الدور الأكبر فى الاختراق الثقافى لمصر ، حيث أنشأ عام 1982 المركز الأكاديمى الاسرائيلى بالقاهرة [ يوجد هذا المركز الخطير والمشبوه فى 92 شارع النيل خلف شيراتون القاهرة وأعلى شقة كاتبنا المصرى الكبير محمد حسنين هيكل] ، وهذا الرجل تولى منصب السفير بعد ان كان قد نسج سلسلة من العلاقات مع بعض رجال الثقافة والأدب والتاريخ (مثل عبد العظيم رمضان وتحسين شنن ، ونجيب محفوظ للأسف) ودوره فى تولى منصب السفير يؤكد بوضوح حجم التداخل بين السياسى والثقافى لدى الكيان الصهيونى 0
4 – افرايم دوبك : وهو أحد رجال المخابرات الاسرائيلية المعروفين وان تخفى فى ثوب سياسى برىء ، وكانت فترة توليه لمنصب السفير فترة خصبة لتصدير الشباب المصرى – عبر يوسف والى وزير الزراعة – الى داخل الكيان الصهيونى للعمل والتدريب فى المستوطنات وزادت فى عهده حالات زواج هذا الشباب المصرى من فتيات اسرائيليات الأمر الذى رتب مستقبلاً مشكلة اجتماعية خطيرة لازالت تنتج آثارها حتى وقتنا هذا 0
5 – ابراهام واربورج : وهو أحد كبار المتخصصين فى الشأن المصرى ، ومثله مثل (شيمون شامير) ، اذ بعد توليه لمنصب مدير المركز الأكاديمى الاسرائيلى بالقاهرة لفترة هامة ، شهدت سرقة للآثار وللكتب اليهودية المصرية تحت زعم عمل مكتبات للاطلاع داخل المعابد اليهودية بالقاهرة ، بعد ذلك بتولى منصب السفير فاهتم أيضاً بسرقة تاريخ وآثار مصر وتهريبها الى داخل الكيان الصهيونى بأساليب مبتكرة وخطيرة 0
6 – ديفيد سلطان : وكان يتمتع بخبرة جيدة فى اصطياد المثقفين المصريين ممن وهنت ارادتهم الوطنية ، وكان صديقاً شخصياً للكاتب الراحل لطفى الخولى ولعلى سالم وصلاح بسيونى ومصطفى خليل وعبد المنعم سعيد ، والمخرج المغمور نبيل فودة الذى حاول تأسيس جمعية للصداقة المصرية – الاسرائيلية فرفض القضاء طلبه وصفعه على وجهه صفعة لاتزال آثارها واضحة ، فضلاً عن غيره من رجال تحالف كوبنهاجن وجمعية القاهرة للسلام 0
7 – تسفى مازئيل : والذى استمر عمله فى مصر 4 سنوات وكان هذا السفير هو أضعفهم وأقلهم دهاء ، حيث لا يتمتع بأى قسط من الذكاء الاجتماعى الذى كان الآخرون يتمتعون به ، ثم جاءت انتصارات المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله التى توجت بالانتصار (يوم 25/5/2000م) ثم الانتفاضة الفلسطينية (28/9/2000) التى لازالت مشتعلة رغم الحصار والذبح، وتعاطف الشارع المصرى معها بل وتعاطف بعض القيادات الحاكمة ، جاءت لتزيد من حصار هذا السفير وطاقمه ، الأمر الذى دفعه لطلب سرعة انهاء خدمته فى مصر 0
8 – جدعون بن عامى : وقد تم تعيينه وسط احتجاجات شعبية مصرية واستياء عام لأنه جاء فى نهاية شهر يناير 2002 فى ذروة الانتفاضة المباركة والتى كان متوقعاً ان تؤثر فى تصرفات النظام المصرى وتجبره على عدم تعيين هذا السفير أو حتى طرده من مصر وهو للأسف ما لم يحدث 0 وهذا الصهيونى كان يبلغ من العمر 63 عاماً وكان يشغل نائب رئيس مركز الأبحاث السياسية فى وزارة الخارجية الاسرائيلية وهو من أبرز المعادين للعرب ومن الذين عملوا مع الموساد الاسرائيلى بوضوح فى مجال الدراسات ، وهو من المتعاونين مع تحالف كوبنهاجن الشهير الذى أنشأه مجموعة من المثقفين الجواسيس (عرباً ويهوداً) عام 1998 9-شلومو كوهين\وهو من ابرز عناصر الموساد السابقين وستنتهى مدة خدمته فى مصر فىشهرمارس القادم وتبحث وزيرة الخارجية الاسرائيلية(ليفنى) عن بديل له ولكنها حتى اليوم لاتجد من هو فى نفس كفائته التجسسية0
وبالنسبة للقنصليتان اللتان بدأء عملهما عام 1980فكما هو معروف فإن شبكة التجسس حاملة لواء ثقافة الوهن لابد وان تكون مكتملة لذا كان لابد من وجود (قناصل) لدولة العدو يمثلون الذراع التجارى والاجتماعى له مسألة ضرورية ، وقد كان ، حيث أنشئت قنصليتان احداهما فى الاسكندرية والثانية (الرئيسية) فى القاهرة وذلك منذ بداية الثمانينات ، والأخيرة يتولى رئاستها الآن أحد خبراء الأمن والتجسس الاسرائيلى واسمه [ايلى ليفى] ،ومهمته مساعدة النشاط الدبلوماسى لسفارة العدو فى مزيد من الاختراق السياسى والتجارى للمجتمع المصرى0
أما المركز الأكاديمى الاسرائيلى الذى أنشىء في القاهرة عام 1982 فتوالى على رئاسته سبعة من رجال المخابرات الاسرائيلية يحملون درجات علمية وهم [ شيمون شامير الذى أضحى سفيراً للكيان الصهيونى في مصر والأردن بعد ذلك (ولننظر هنا العلاقة الواضحة بين الأكاديمية والعمل الدبلوماسى لدى هؤلاء الجواسيس) – ابراهام واربورج – عمانويل ماركس – يوسف جينات – ساسون سويخ – يوسى أميتاى ] 0
* * *
وبالنسبة للمؤسسات الامريكية تأتى السفارة في القاهرة التى هى بمبناها وموقعها بمثابة قلعة مسلحة ، وبها مركز المخابرات المركزية الأمريكية (C – I – A) في الشرق الأوسط ومركز لمكتب التحقيقات الفيدرالى (F – B – I) وتلى السفارة القنصليتان : في القاهرة والاسكندرية فالمكاتب الاستشارية القانونية والاقتصادية والعسكرية والتى تخدم 40 ألف أمريكى يعملون في مصر (أكبر جالية أمريكية في العالم) ويشكلون جيشاً منظماً للاختراق الثقافى ورافعة خطيرة لثقافة الاستسلام (والتى تسمى – كما أشرنا – زيفاً بثقافة السلام) ويعاون هذا الجيش 30 مؤسسة تعليمية وثقافية خطيرة الدور وذات تنسيق دقيق مع الأجهزة الاسرائيلية بالقاهرة ومع أجهزة المخابرات الامريكية والاسرائيلية خارجها ومن أبرز هذه المؤسسات [ الجامعة الامريكية – مركز البحوث الأمريكى – هيئة المعونة الامريكية – هيئة الـ M – I – T – مؤسسة منح السلام – مشروع ترابط الجامعات المصرية – الامريكية – مشاريع مراكز الأبحاث الامريكية بالقاهرة والتى تشرف على تنقية مناهج التدريس في الجامعات المصرية وبخاصة مناهج العلوم السياسية مما قد تحتويه من ثقافة أو فكر يتعرض بالسلب للثقافة والسياسة الامريكية ومقر هذه الوحدة التى صارت (مركزاً للبحوث الامريكية) يوجد داخل إحدى الكليات المهمة في جامعة القاهرة للأسف.
يتعاون وبقوة مع هذا الفريق ويمثل جسراً ثقافياً وسياسياً له للاختراق ولحمل راية (ثقافة الاستسلام) جناح لا بأس به من أهل الحكم في مصر يتقدمهم وزير الزراعة المصرى السابق رجل التطبيع الشهير د0 يوسف والى مع أكثر من 70 مسئولاً بوزارته بعضهم أحيل للتحقيق في قضايا فساد ورشوة مؤخراً : منهم د0 يوسف عبد الرحمن وكيل وزارة الزراعة وأحد أبرز المطبعين مع العدو الصهيونى في الوزارة ، والخطير ان يوسف والى لم يكن يحتل فقط موقع وزير الزراعة ولكنه ظل لأكثر من عشرين عاماً الأمين العام للحزب الوطنى الديمقراطى الحاكم في البلاد بما يمثله من تأثير سلبى سياسى وحزبى واجتماعى على البلاد بالاضافة الى هذا الوزير ثمة مسئولين آخرين في قطاعات آخرى مؤثرة [ كالنفط – الثقافة – السياحة وغيرها) ومعهم تقف مجموعة من المؤسسات شبه الرسمية التى يسيطر عليها المطبعون حملة لواء هذه الثقافة مثل بعض (مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية) والمستقبلية وجمعيات أخرى مثل (جماعة القاهرة للسلام) تلك الجماعة التى أسسها الكاتب الراحل لطفى الخولى بإيعاز من بعض أجنحة التطبيع في النظام الحاكم في مصر كى تنسق مع ما يسمى بجماعات السلام داخل الكيان الصهيونى ، فما كان من الأخيرة التى يرأسها (رجال موساد سابقين) مثل ديفيد كيمحى الا ان اخترقت هى جماعة السلام المصرية والتى بدورها صارت من اللافتات سيئة السمعة في تاريخ العلاقات المصرية – الاسرائيلية ويدخل أيضاً ضمن هذا المعسكر (السلامى) حامل لواء ثقافة الصهينة عدداً ضئيلاً من الصحفيين والمثقفين السياسيين المصريين نذكر منهم [د0 عبد العظيم رمضان – د. عبد المنعم سيد - أنيس منصور – د0 مراد وهبه – د0 منى أبو سنة – رضا هلال – سعيد صبرى – أمين المهدى – د0 قدرى سعيد – السفير السابق صلاح بسيونى – الكاتب على سالم وآخرين]0
تلك هى كتيبة الاختراق السياسى والثقافى المؤسسى والفردى التى تحمل في مصر راية (الوهن) باسم (السلام) وراية (الوقوعية) باسم (الواقعية) ، وراية (الخيانة) باسم التسوية العادلة 0
* * *
ثالثاً : في مواجهة هذا الفريق الامريكى / الاسرائيلى و(المصرى) ، اصطف وعبر الثلاثون عاماً الماضية، فريق آخر مقاوم ، حمل عن وعى وبإدراك مبكر راية المقاومة وثقافتها ، وامتد نشاطه من الكلمة حتى حمل السلاح واستخدامه ضد رموز الخيانة ، هذا الفريق اندرج فيه حوالى 30 هيئة وحزب ومؤسسة اجتماعية مصرية وقطاعاً محترماً من أهل الحكم ممن رفض أو تحفظ على أسلوب الهرولة تجاه (التطبيع) مع العدو الصهيونى أو الترويج لثقافة السلام الوهمية التى أرادت امريكا ان تخترق بها مصر الدولة والدور ، ومنذ خطت أقدام السادات أرض القدس عام 1977 التقى المناضلون المصريون عبر هيئات اجتماعية وأحزاب وطنية بهدف مقاومة هذه الهجمة الشرسة التى يقودها رأس الدولة ذاته ، فما كان منه الا ان سجن 1536 سياسياً واعلامياً معارضاً يوم 5/9/1981 ، بسبب أنشطتهم المضادة لخطه الاستسلامى ، وبعد شهر واحد من هذه الاعتقالات الشهيرة تم تصفية السادات جسدياً على يد خالد الاسلامبولى ظهر يوم الثلاثاء الموافق 6/10/1981 وسط جنوده وسلطانه ومجده ، وكان لأحزاب (التجمع) و(العمل) والناصريين ونقابات المهندسين والأطباء والمحامين والصحفيين وللجماعات الاسلامية وبخاصة الاخوان والجهاد والجماعة ، آنذاك أدوار مجيدة في الدفاع عن ثقافة الوطن وهويته ورفعت جميعها راية المقاومة في مواجهة راية الصهينة ، ومع تصاعد الحملة الامريكية الاسرائيلية خلال العشرين عاماً الماضية على الجسد المصرى ، تشكلت عشرات اللجان الشعبية المقاومة والتى مثلت جداراً منيعاً ضد الاختراق والغزو من ناحية وأداة لدعم ومساندة المقاومة في لبنان وفلسطين من ناحية اخرى ، ومن أبرزها [لجنة الدفاع عن الثقافة القومية _ اللجنة العربية لمساندة المقاومة الاسلامية فى لبنان – اللجنة الحزبية لمقاومة التطبيع – الحركة الشعبية لمقاومة الصهيونية – لجان دعم الانتفاضة الاولى والثانية – لجان مقاومة التطبيع الزراعى – الجبهة الوطنية لمقاومة المشروع الامريكى الصهيونى – لجنة مناهضة الصهيونية– اللجنة العامة لمقاطعة السلع والشركات الامريكية والاسرائيلية وحركة كفاية وغيرها ] واستعملت هذه اللجان جميع وسائل المقاومة بدءاً بالمظاهرة والدعم المادى للمقاومة ومروراً بالصحف والمؤتمرات والندوات وغيرها 0
وتوازى مع أنشطة هذه اللجان التى لايزال بعضها يعمل بفاعلية حتى اليوم ، الفعل العسكرى المسلح حين أنجبت مصر [ سليمان خاطر وأيمن حسن ومحمود نور الدين قائد تنظيم ثورة مصر ] الذين قتلوا في الثمانينيات عبر العمل المسلح ما يقرب من العشرين اسرائيلياً كانوا يعيثون في مصر فساداً ، وكان للصحف المعارضة وللكتب الوثائقية والأفلام والمناظرات والفضائيات دورها الايجابى في تصعيد خطى ثقافة المقاومة في مصر (وقطعاً في بلادنا العربية) في مواجهة ثقافة الصهينة والاستسلام 0
* * *
واليوم التحديات القادمة بعد احتلال العراق أمريكياً وبعد العدوان على لبنان والتآمر على قوى المقاومة الشريفة فيه وبعد محاولات حصار سوريا وفلسطين، صارت هذه التحديات كبيرة وهى تحتاج الى يقظة ، والى الامساك وبقوة براية المقاومة ، والمقاومة تحتاج الى شعوب حرة ، ومن هنا تلازمت سواء في مصر أو في بلادنا العربية رايات الدفاع عن الديمقراطية ومقاومة الاستبداد مع رايات ثقافة المقاومة والجهاد ، لان المستبد لا يحارب والعبيد لا يقاومون، ولاتزال المعركة مستمرة، وأبوابها مشرعة على كافة الاحتمالات بين أنصار خندق المقاومة على اتساعه وأنصار خندق الوهن والاستسلام أيضاً على اتساعه.
والله المستعان
الحياة في موتكم قاهرين والموت في حياتكم مقهورين