كشفت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني في مقابلة صحفية مع مجلة نيوزويك الأمريكية أن هناك أطرافاً عربية من معسكر الاعتدال تشارك في الحرب ضد حماس.
و هذا النص الكامل للمقابلة :
• كيف تردون على الضغط المتزايد لوقف إطلاق النار؟
• لا أحبذ كلمة (وقف إطلاق نار) فهي تدل على قتال بين طرفين شرعيين، و حربنا ضد حماس ليست حرباً بين دولتين بقدر ما هي حرب ضد الإرهاب.. لقد اضطررنا للقتال في غزة لأن حماس تستهدف إسرائيل منذ ثمانية أعوام، فنحن نقاتل حماس من أجل إضعافها و منعها من تهديد إسرائيل مستقبلاً.
• للقيام بذلك، ألستم بحاجة إلى التعاون مع المصريين لمراقبة المعابر منعاً لتهريب الأسلحة؟
• بالطبع، هناك ثلاثة مصادر لتهريب السلاح إلى غزة، الأول من إيران و الثاني من مصر، و الثالث عن طريق الحدود بين غزة و مصر.
• هل من الممكن أن تلعب مصر دوراً فاعلاً لمنع تهريب الأسلحة ؟
• يجب أن يتوقف تهريب السلاح عن طريق إسرائيل أو بمساعدة مصر أو غيرها، فخلال ستة أشهر طورت حماس من مدى صواريخها من 20 كم إلى 50 كم. و هو أمر يهدد مليون إسرائيلي، اعتدنا القول إن صواريخ حماس تصل إلى جنوب إسرائيل فقط، لكنها الآن أصبحت تهدد وسط إسرائيل و نحن مطالبين بتوفير الحماية لهؤلاء الناس.
• هل تقف إيران وراء كل ذلك؟
• أجل، بكل وضوح، نحن نعلم ذلك، عندما بدأت حماس إطلاق صواريخها كانت من صنع محلي، لكنهم الآن يمتلكون صواريخ إيرانية الصنع.
• إلى متى ستستمر العمليات العسكرية برأيك؟
• هذا يعتمد أولاً على مدى فهمهم أن إسرائيل لم تعد دولة يمكن استهدافها بصواريخهم بعد اليوم، فإسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها.
• و هل وصلتم إلى أهدافكم ؟
• أعتقد أن عدداً من الأهداف قد تحقق، أولاً أصيبوا بصدمة عنيفة جراء الضربة الجوية الأولى، و ثانياً اعتقدوا أن إسرائيل لن تدخل غزة في معركة برية . و أعتقد أنهم فهموا جيداً أن المعادلة قد تغيرت.
• هل ستقوم إسرائيل باحتلال غزة ؟
• الفكرة ليست احتلال غزة. عندما غادرنا القطاع عام 2005، كتبت حماس في لوحات الطرق بأن الإرهاب انتصر على إسرائيل، و الرسالة التي نود إرسالها للفلسطينيين هي أننا غادرنا غزة بهدف الحصول على السلام، لكننا نعود اليوم إلى هناك للقضاء على الإرهاب.
• ألم يكن قرار إرسال قوات برية إلى غزة قراراً صعباً؟
• نعم، لقد كان قراراً صعباً، لكنه حتى الآن أمر جيد.
• هل تخشين من تحقيق حماس إنتصاراً على غرار ما فعله حزب الله في لبنان؟
• حتى نصر الله قال بعد الحرب في لبنان أنه لو علم بالعواقب لما بدأ الحرب ضد إسرائيل.. و أعتقد أن غالبيتهم سيكون عندهم الشعور ذاته بعد توقف الحرب.
• هل تفكرون بوقف العمليات العسكرية ؟
• نحن أساساً لا نسعى لاحتلال غزة ، لكننا نراجع يومياً حجم الانجازات التي نحققها .
• هل تعتقدين أن القتال سيتوقف حال وصول الرئيس أوباما إلى السلطة ؟
• الحرب القصيرة من مصلحتنا ، لكنها معركة ضد الإرهاب . نحن لا نسأل المجتمع الدولي للقتال إلى جانبنا. كل ما نريده منهم هو محاولة فهمنا و بعض الوقت.
• هل سيؤدي الضغط الدولي على إسرائيل لوقف إطلاق النار إلى تقوية ساعد حماس ؟
• إستراتيجية حماس تكمن في المقاومة و البقاء، فطالما هم على قيد الحياة، فهذا يعني أنهم انتصروا، و عندما يعلمون أن المجتمع الدولي يضغط على إسرائيل فهذا يعطيهم بعض الأوكسجين، فهم ينتظرون من المجتمع الدولي التدخل لوقف القتال.
• هل لا زلت تفضلين نشر مراقبين دوليين لمراقبة الحدود و خاصة مع مصر؟
• أنا لست ضد مجموعة المراقبين الدوليين، لكني لا أريد التوقف عن محاربة الإرهاب، و في بعض الأحيان فإن وجود مراقبين دوليين يصعب من مهمة الدفاع عن أنفسنا لأن آخر شيء نريده هو قتل الناس عن طريق الخطأ. فإسرائيل لم تعد راغبة بإظهار ضبط النفس من جديد.
• هل تعتقد أن إدارة أوباما ستدعم إسرائيل كما فعلت إدارة بوش؟
• أعتقد أن الولايات المتحدة و إسرائيل لديهما القيم ذاتها و المصالح و التفاهمات ذاتها أيضاً.
• الناس في واشنطن يريدون معرفة متى تنتهي العمليات العسكرية ؟
• مؤتمر أنابوليس أسس لتفاهمات بين إسرائيل و السلطة الفلسطينية لمحاربة الإرهاب . لكن الذي حصل هو أن حماس قويت على حساب ضعف أبو مازن. يجب على الفلسطينيين أن يفهموا أن إسرائيل باستطاعتها مشاركة و تنفيذ و ترجمة رؤية دولتين لشعبين في المنطقة مع هؤلاء الذين يوافقون على تلك الرؤية، أولئك الذين يعترفون بوجود إسرائيل و يرفضون العنف و الإرهاب. لكن حماس لا تريد ذلك، و هي حتى لا تمثل الطموح الوطني للشعب الفلسطيني، حماس عبارة عن أفكار إسلامية متطرفة مشتركة مع إيران و حزب الله و سوريا.
• هدفكم المعلن هو التواصل مع السلطة الفلسطينية و إضعاف الارهابيين بالوقت ذاته؟
• نعم سنسعى لذلك ، سنبحث عن السلام مع المعتدلين فقط.
• هل تريدين القول أنه يجب إزالة حماس ؟
• أريد القول أن غزة تحكمها حماس، و هذا بحد ذاته عائق ليس فقط أمام إسرائيل بل أمام الفلسطينيين أنفسهم.
• هل تعتقدين أنكم تحصلون على دعم المعتدلين العرب ؟
• لا أريد إحراج أحد، لكني أعرف أنني أمثل مصالحهم، فالصراع حالياً لم يعد صراعاً بين إسرائيل و الفلسطينيين أو بين اليهود و العرب بل أصبح صراعاً بين الاعتدال و التطرف. هذا هو التقسيم الحالي للمنطقة.
نقلا عن نيوزويك الأمريكية