بوش في زيارته الأخيرة إلى العراق اطمأن إلى نتائج أعماله، ومشكل الديمقراطية التي فرضها على العراق بقوة الاحتلال، والنتيجة كانت أمران :
- الأول: أنه أكل صرماية على رأسه، وبفردتين.
- الثاني: أن منتظر الزيدي الذي رجمه بصرمايته نال ضرباً على رأسه بمؤخرة البندقية، وكسرت يده وبعض أضلاعه من قبل حرس رئيس الوزراء الديمقراطي.
و(من قد مالو ديمقراطي) دعا الرئيس بوش العراق إلى معاملة الزيدي بطريقة معقولة... وهالمعقولة تبع بوش، جعلت حرس المالكي يهجمون على منتظر بالأيدي والأرجل، وبطريقة معقولة كما قال بوش... كسروا يد منتظر وبعض أضلاعه وأصابوا عينه، وكما ختموها بضربه على رأسه بأعقاب بندقية مما ترك دمه على أرض القاعة وأجبرهم على نقله إلى مشفى في المنطقة الخضراء الشديدة الحراسة من العراقيين والأمريكيين.
وحسب توجيهات بوش وبعد أن انتهت كل الطرق المعقولة لدى حرس المالكي، نقل منتظر الزيدي إلى القضاء... وفي القضاء العراقي سيحاكم.
طبعا هذا القضاء هو قضاء تحت الاحتلال، ونيويورك تايمز وصفت هذا القضاء بأنه أسوأ قضاء في العالم.. بسبب الاحتلال طبعاً.. وبلا طول سيرة..أصبح (منتظر الزيدي) أمام القضاء مجرداً من صرمايته، حافياً أمام قضاء مسلح بقوات الاحتلال، وبغضب بوش المهان بصرماية الزيدي.
وتصوروا مواطناً حافياً مجرداً من صرمايته أمام القضاء المدجج بالاحتلال وبتوصية بوش للتعامل معه بطريقة معقولة... وبالطريقة المعقولة ذاتها حُمِلَ الزيدي إلى القضاء لتوجه له التهم..
وبالفعل فقد وجه القاضي إلى منتظر تهمة الاعتداء على رئيس ضيف.. وطبعاً الاعتداء بالصرماية والصرماية من فردتين..أي اعتداء مزدوج حسب الطريقة المعتدلة للقضاء وللتهمة وللديمقراطية.. ولكن دعونا نتعلم القضاء والتقاضي، وتعالوا نلعب هالديمقراطية بعد تلقي بوش لصرماية منتظر، وبعد نجاته من رميتين ماهرتين فردة بعد فردة.
وضمن لعبة القضاء، منتظر متهم بالاعتداء على رئيس ضيف، وباستعمال صرمايته والضرب بها باتجاه رأس بوش- هذا ادعاء ضد منتظر- ولكن هناك في لعنة القضاء شي اسمه الإدعاء بالتقابل والادعاء بالتقابل – يعطي الحق لمنتظر أن يرد على الادعاء باعتدائه على بوش. بأن بوش أصلاً جاء معتدياً عليه وعلى شعبه، لأنه يأتي مسلحاً بقوات تقصف وتقتل وتحرق وتدمر.
إذن من الناحية القانونية لدينا اعتداء من بوش، فرد عليه منتظر بالصرماية، ومن هذه الناحية فهو دفاع عن النفس.
الأمر الآخر، أمام القانون أيضاً ،ان بوش يجيء إلى بلاد منتظر مسلحاً بأسلحة فتاكة،وبطائرات مقاتلة وبقنابل حارقة وهذا يعني أن اعتداء بوش مسلح بوسائل تقتل وتحرق وتدمر بينما منتظر فقد كان سلاحه للرد على بوش هو (صرماية) بفردتين... فردتين فقط ، وهي صرماية من الجلد ولا يصدر عنها أي شظايا، وليس فيها أي إشعاع، وكل ماتسببه كدمة، أو فج ...
وبما أن القاضي وجه لمنتظر تهمة الاعتداء لذلك فإنه لا يجوز التعامل مع (صرمايته) إلا كونها أداة لهذا الاعتداء أو سلاحاً له.
وبما أن التهمة اعتبرت (الصرماية) أداة اعتداء فقط فإن الأمر لا يتضمن أي شيء من الإهانة، ولايجوز البحث عن معنى الصرماية بمقابل رأس بوش، وكل البحث أمام القاضي هو عن صرماية خلعها منتظر من قدميه ورجم بها بوش القادم إلى العراق المحتل منذ أكثر من خمس سنين، وبما أن اعتداء بوش أكبر بسبب ضخامة وقوة سلاحه التدميري ، فإن القضاء لابد سيحكم لمنتظر ضد بوش، ولابد أن العدالة ستجد أن منتظر كان يدافع عن نفسه وشعبه ولم يجد سلاحاً إلا صرمايته، فرجم بها بوش المعتدي والمتبجح أمامه باستعمال اللغة العربية بسخرية.
إذن المعتدي هو بوش، ومنتظر يدافع عن نفسه... وكي تستقيم العدالة لابد من حضور بوش عندما تقام دعوى التقابل، وربما يطلب القاضي إعادة تمثيل "الجريمة"، وإعادة رجم بوش بالصرماية... وإذا وضعت أسلحة بوش وراءه، ووضعت الصرماية في قدمي منظر، لابد أن العدالة ستطلب الإعدام لبوش ، وستعتذر من منتظر... هذا إذا كان القضاء قضاءً عادلاً....لا قضاءً معتدلاً على طريقة بوش
وعلى هامش القضاء والتهمة والمحاكمة هناك من يتساءل: أين أصبحت صرماية الزيدي؟!!
وماهو مصير فردتيها؟!..
ولماذا لاتطالب بها جامعة الدول العربية خاصةً وأنها ستصبح رمزاً لعهد بوش في العراق.
وربما تصبح رمزاً لتقاعس وسكوت وتواطؤ الكثير من الحكام العرب...
والمصيبة إذا ضيعت جامعة الدول العربية صرماية الزيدي