كلّما دبّلج السوريون مسلسل تركيا" يهلل العرب لنجوم هذا المسلسل ويصبحون بأسرع من البرق نجوم ومشاهير تسمع عنهم في كل جلسة وسهرة ودعوة غداء وعشاء وتنتشر في هذه الأثناء المواقع الالكترونية التي تخصص صفحاتها لصورهم وأخبارهم حتى الأطفال يتعلقون بهؤلاء ويعتبرونهم رمزا" إما للشجاعة أو الوسامة
والمحطات الفضائية العربية تتسابق للحصول على العرض الأول للمسلسلات التركية المدبلجة لتروج لها ولنجومها ،حتى المطربين يتسابقون لإحضار أحد النجوم الأتراك ليصوروا أغانيهم معهم على طريقة الفيديو كليب وصانعوا الإعلان يتهافتون عليهم ليروجوا لنا المنتجات.
أحد النقاد الفنيين قال إن السوريون يعملون على تطبيق المثل القائل (متل اللي جاب الدب لكرمو) وهم بذلك يعملون على إعادة صناعة النجوم الأتراك ليشتهروا في عالمنا العربي والممثلون الذين قاموا بالدبلجة يجلسون خلف الستار ليبقوا خلف الستار وليحصد النجم التركي الشهرة والنجومية ومحبة الناس والأموال العربية.
الصلة بين المجتمعين التركي والعربي تدعمها ظروف التاريخ والديانة الإسلامية جعلت هذه المسلسلات أقرب إلى قلوب العرب من غيرها وجعلت تأثيرها أقوى من سابقاتها المكسيكية ،مضاف إلى ذلك الطبيعة الخلابة لتركيا التي برعت الكاميرا برصدها وأيضا"جمال ورشاقة الممثلات ووسامة الممثلين ناهيك عن حالة الإفلاس العاطفي الذي يعيشه الكثيرون في مجتمعنا العربي لأن العرب ليس لديهم مسلسلات توفر لهم الدفء والرومانسية والمعاناة الإنسانية والعاطفية التي يقدمها الأتراك لقد إستطاعت هذه المسلسلات أن تفعل ما لا تستطيع أن تفعله الحكومات من تقريب بين الشعوب ونشر للثقافات وإنعاش للإقتصاد وللسياحة التركية طبعا"!.
المنتجون يتجهون إلى شراء الكثير من المسلسلات التركية لدبلجتها ومن ثم تسويقها للعالم العربي وهم بذلك يجدون مخرجا" من التكلفة العالية لإنتاج مسلسل بكوادر عربية تستهلك منهم اموالا" أكثر مما تتطلبه دبلجة المسلسلات التركية حتى أن أحد المنتجين يتفاخر بالقول الحمد لله لقد أشترينا كمية جيدة من هذه المسلسلات قبل أن يرتفع ثمنها ،وفي النهاية نتساءل هل سيأتي اليوم الذي سيتمنى فيها الممثل السوري لو أنه خلق في تركيا ؟؟؟